قضيه <<مهمه ...؟؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قضيه <<مهمه ...؟؟
قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
وقال تعالى(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً)
أما بالنسبة لي تقوى الله تكون بان اطرح هذا الموضوع كما ينبغي والطريق إلى ذلك هو نقل العلم بأمانة من مصادره الموثوقة مرفقاً ذلك بالأدلة و البراهين بإسلوب علمي ومنطقي مع كل خطوة من خطوات البحث
وان اطرح القضية بكل احتمالاتها كإخبار عن من تكلم في القضية من العلماء أهل السنة والجماعة وليس كفتوى شخصية مني راجياً من الله أن يعفوا عني إن أخطأت وان يكرمني بالحسنة إن أصبت وان اتقي الله بان اصفي نيتي لله وحده وان لا اقصد مغنماً دنيوياً وان امحوا من قلبي إن وجدت مشاحنة أو بغضاء أو كبر أو عجب أو تعصب
أما بالنسبة إليكم اخوتي فاتقوا الله فيما كتبت والسبيل إلى ذلك هو
أولاٌ: اتقوا الله بأن لا تصدقوني ولا تكذبوني فيما أقول أو اكتب
ثانياً: اتقوا الله بأن تراجعوا مصادر المعلومات والأدلة التي سوف اكتبها وتتأكدوا منها
ثالثاً: اتقوا الله بأن إذا وجدتم خطأ في أدلتي أو رأيتم أدلة غيرها أن تردوا عليَ
بالصحيح وأن تنصحوني لله وحده
بهذه الأسس فقط سوف نصل إلى نتيجة ونصل إلى مرضاة الله في هذا الأمر واعلموا أننا محاسبون عن هذه الأمانة وهي العلم فاتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإني سوف اذكر بنهاية البحث المواقع التي سوف تأخذوا منها الكتب التي استشهدت بها
نبدأ بإذن الله وخير ما نبدأ بأن نصلي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأن ندعوا الله بان يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يفقهنا في دينه وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعل لنا نوراً يوم القيامة وأن يحشرنا مع الأنبياء والصالحين وان يدخلنا الجنة بغير حساب آمين يا رب العالمين.
سوف أسرد خطة الشرح بترتيب وفق أقسام ثلاث مع الأخذ بالحسبان التبسيط و الاختصار فيه قدر المستطاع وقد تعمدت أن لا اذكر رأيي الشخصي في هذا الشأن إلا للشرح أو توضيح فأنا مجرد سارد لا أكثر ولا اقل
القسم الأول: سوف نعرف بعضاً من المفاهيم والقواعد
القسم الثاني: سوف نشرح علاقة المُحَدِث مع الفقيه ونسرد بعض من أعلام أهل السنة والجماعة وبما اشتهروا عند أهل العلم.
القسم الثالث: سوف نشرح أقسام الحديث ثم ندخل في قضية الأخذ في الأحاديث الضعيفة
لابد إخوتي من شرح مفاهيم لأنها ضرورية في فهم ما سوف نقوله فيما بعد وهي (علم أصول الفقه) و(علم الحديث) والعلاقة بين الأصولي من جهة والفقيه والمُحَدثً من جهة أخرى
علم أصول فقه (هو إدراك القواعد التي يتوصل بها إلى الاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية) كتاب إرشاد الفحول في تحقيق الحق ص59
مثال: القران الكريم قاعدة من قواعد التشريع يعتمد عليه في استنباط أي استخراج حكم الصلاة في الإسلام مثلاً
الأصوليهو العارف في قواعد الاستنباط , الواقف على طرق الاستدلال)ص502 كتاب أصول الفقه الإسلامي د.وهبة الزحيلي
الفقه: في اللغة يعني الفهم
أما الفقه في الشريعة تعريف الإمام الشافعي رضي الله عنه لأنه الأشهر والأضبط عند علماء الأصول وهو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية) كتاب أصول الفقه الإسلامي د.وهبة الزحيلي ص19
ولمزيد من شرح فيما يدرس الأصولي
(الأصولي يبحث عن الأدلة الكلية أما الأدلة التفصيلية فهي موضوع بحث الفقيه وحينئذ فتكون أصول الفقه هي أدلة الفقيه الكلية) كتاب أصول الفقه الإسلامي
أما بالنسبة لتعريف علم الحديث لا بد أن نعرف الحديث الشريف
الحديث اصطلاحاً: (هو ما أضيف إلى النبي صلى لله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.)كتاب تيسير مصطلح الحديث ص16
أما علم الحديث أو((علم المصطلح)) فهو)علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول و الرد) كتاب تيسير مصطلح الحديث ص15
وعلى هذا يكون المُحَدِث على علم بأصول وقواعد علم الحديث لكي يعلم أحوال السند والمتن من حيث القبول و الرد
ماذا نستفيد من هذه المفاهيم أخوتي نستفيد أن الفقيه أو المُحَدِث الذي يريد أن يجتهد عليه أن يلم بأصول علم الفقه أو الحديث بالكليات و الجزئيات وهذا يعتبر شرط يجب أن يتوفر في الفقيه المجتهد والمُحَدث
والعلاقة بين المُحَدث و الفقيه علاقة وثيقة في الأحكام الشرعية
فالمُحَدث كالصيدلاني والفقيه كالطبيب والحديث الشريف كالدواء
الآن من هو الذي يؤخذ برأيه في علوم الشريعة؟
(وأما الفقيه الحافظ للفروع كشروط الصلاة و البيع وأحكام الحيض والنفاس مثلاً فلا أرى حاجة في إدخاله في الإجماع إذا لم يتوفر لديه أهلية الاستنباط ومعرفته بجزيئات الأحكام لا قيمة لها في باب الاجتهاد ...................كما قال الغزالي)كتاب أصول الفقه د.وهبة الزحيلي ص٥٠٢
وهنا قاعدة يمكن أن نستنتجها وهي إذا كانت مسألة فقهية مثلاً في الحلال والحرام وكان هناك رأيين للفقيه المجتهد والمُحَدِث متعارضين يؤخذ برأي الفقيه المجتهد والعكس صحيح إذا كانت المسألة متعلقة بمسالة في علوم الحديث أو غيرها
وقبل أن نغلق ملف علم الأصول لابد أن نعرج فيه على مصادر الأحكام الشرعية وهذه تعتبر فقرة أساسية في علم أصول الفقه فهي الأدلة الشرعية التي تستنبط منها الأحكام الشرعية حيث هناك مصادر متفق عليها بين جمهور الفقهاء وهي مرتبة باتفاقهم وهي:
القرآن ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس
ومصادر غير متفق عليها كالاستحسان و الاستصلاح و الاستصحاب والعرف والذرائع وغيرها
من يريد أن يتزود بمعلومات مفصلة عن كل منها تجدوها في كتاب أصول الفقه د.وهبة الزحيلي ص417 أو في كتاب إرشاد الفحول للشوكاني
نشرح ما يتعلق بموضوعنا وهو مصدر السنة الشريفة
السنة: (هي كل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول او فعل أو تقرير)كتاب أصول الفقه .وهبة الزحيلي ص450
ولها أشكال ثلاث 1- السنة القولية 2-السنة التقريرية 3-السنة الفعلية
فالحديث الشريف يعتبر مصدر أساس في مصادر التشريع لأنه ينقل السنة الشريفة ويعتبر من الأدلة الكلية.
وقد قسم جمهور المُحَدثين الحديث إلى ثلاث أقسام وهي الصحيح و الحسن والضعيف وكان أول من قسمه بهذا الشكل هو الإمام الترمذي رحمه الله أما إذا نُظر إلى أوصاف الرواة في السند فقيل ثقة عدل ضابط أو غير ثقة أو غير ضابط أو مجهول أو كذاب..الخ ومن اجل ذالك نشأ علم الجرح والتعديل الذي يبحث في عدالة الراوي وضبطه فالجرح الطعن فيهما أو أحدهما والتعديل بضد ذلك أي بتوافرهما فعلم الجرح والتعديل احد علوم نقد السنة النبوية الشريفة له قواعده وضوابطه وفقهه
واشترط المحدثون لقبول رواية الراوي شرطين احدهما ان يكون عدلاً والثاني أن يكون ضابطاً وهكذا كل محدث وضع قواعده وشروطه لقبول هذين الشرطين لتخريج الأحاديث, وقد قَسم بعض علماء الحديث مخرجي الأحاديث في قبول الرواية عن الراوي إلى متشددين كالبخاري ومسلم و متساهيلن كالترمذي و أبو داوود ومنهم من يتشدد ويتساهل كأحمد بن حنبل وغيرهم وبالتالي الصحيح له مراتب وهي:
1- ما اتفق عليه البخاري ومسلم
2- ثم ما انفرد به البخاري
3- ثم ما انفرد به مسلم
٤- ثم ما كان على شروطهما ولم يخرجاه
5- ثم ما كان على شرط بخاري ولم يخرجه
6- ثم ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه
٧- ثم ما صح عند غيرهما من الائمة مما لم يكن على شرطهما
من يريد أن يتبحر في علم الجرح والتعديل هناك كتاب الجرح والتعديل ابراهيم بن عبد اللاحم وكتاب الجرح والتعديل بين المتشددين والمتساهلين لمحمد طاهرالجوابي
ملاحظة: عندما يقال كتب الصحاح وهي كتب صحيح البخاري ومسلم والسنن الأربعة(الترمذي وابي داوود ابن ماجة و النسائي) والموطأ الامام مالك ومسند احمد هذا تعبير مجازي يقصد به ما ثبت من صحيح في هذه الكتب أما واقع الكتب ليس كذلك لأن أصحاب الكتب ذكروا فيه الصحيح و الحسن والضعيف ومنهم من صرح بها كالإمام الترمذي ومنهم لم يصرح بها بينما الصحيحين عند مسلم والبخاري لم يذكرا إلا الصحيح في كتابهما الصحيحين
ملاحظة هامة: بسبب ما تقدم من شرح من علم الجرح والتعديل أدى إلى تصحيحات في السنن الأربعة وغيرها بعضها متفق على تصحيحها وبعضها مختلف على تصحيحها حتى يومنا هذا فقد نشاهد الصحيح قد يضعف أو العكس في كتب التصحيح وقد نشاهد بعض التضارب في كتب التصحيح فمثلا العلامة الألباني ضعف في بعض أحاديث الصحيح البخاري بخلاف كتب التصحيح الأخرى.
ملاحظة هامة جداً: هناك أحاديث موضوعة سقطت سهواُ أو خطاً في كتب السنن الأربعة ومسند احمد والموطأ وغيرها فعلينا الانتباه والحذر منها لأنه يحرم نشرها إلا للتعريف عنها كما قال جمهور العلماء وإن كانت الأحاديث الموضوعة المتفق عليها في سنن الأربعة ومسند احمد والموطأ نادرة جداً فهي في مسند احمد ثلاث او أربعة أحاديث على قول ابن حجر العسقلاني.
الآن بعد أن أسسنا بعض القواعد ندخل في قضية الأخذ بالأحاديث الضعيفة ولكن قبل ذلك رأيت أن أذكر بعضاً من أعلام الفقهاء والمحدثين من أهل السنة والجماعة الذين اشتهروا بالعلم والورع عند أهل العلم
الإمام البخاري(مُحَدث) ,الإمام مسلم(مُحَدث), الإمام الشافعي(مجتهد و مُحَدث) الإمام احمد بن حنبل(مجتهد و مُحَدث), الإمام مالك(مجتهد و مُحَدث)
الإمام أبي حنيفة(مجتهد و مُحَدث), الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية(مجتهد واشتهر بعلم العقائد), الإمام العراقي(مُحَدث), شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني(مُحَدث)
شيخ الإسلام الإمام النووي(مجتهد و مُحَدث),الامام الشاطبي(مجتهد),الإمام الخطيب البغدادي(مُحَدث), الإمام السيوطي(مجتهد- مُحَدث), الامام الذهبي(مُحَدث), العلامة الالباني(مُحَدث)
الإمام ابن صلاح(مُحَدث): لعل كثير منكم إخوتي لا يعلم هذا العالم الجليل لذلك وجدت أن أعطي نبذة عن سيرة هذا الإمام لأهميته هو أبو عمرو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشرخاني المحدث الحجة الفقيه الأصولي الشافعي ولد سنة 588ه في شرخان قرية في اربيل شمالي العراق رحل الشيخ إلى البلاد الإسلامية لطلب العلم كما هي سنة علماء الأمة خصوصاً علماء الحديث فقد رحل إلى بغداد ثم إلى بلاد خراسان ثم إلى بلاد الشام و استقر في دمشق وهناك بزغ نجمه وظهر للعيان فضله فأكب على نشر العلم وكتابة التصانيف النافعة في مختلف العلوم وألقيت إليه الرئاسة العلمية مقاليدها فكان إماماً في الفقه والأصول وصار مفتي المسلمين وشيخ الإسلام كما تفوق في التفسير وسائر العلوم وكان في الحديث واحد زمانه وفذ أقرانه فأخذ عنه المحدثون والحفاظ ورحلوا عنه وكان ورعاً زاهداً في الدنيا و حطامها وكان كثير العناية بمظهره وأناقة ملبسه تجملاً وتكريماً للعلم قال عنه الإمام الذهبي(الإمام المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو) ومن كتبه طبقات الفقهاء الشافعية والأمالي أدب المفتي والمستفتي والفتاوي وكتابه الشهير علوم الحديث وهذا الكتاب يعتبر كتاب القدوة في علم الحديث حيث طارت شهرة كتاب ابن صلاح واثنى على الكتاب الإمام العراقي و إمام ابن حجر العسقلاني والإمام الذهبي ومن الكتب التي اعتمدت على هذا الكتاب الإرشاد للإمام النووي وكتاب اختصار علوم الحديث للحافظ إسماعيل وكتاب محاسن الاصطلاح للبلقيني وكتاب مختصر للشيخ علاء الدين المارديني وكتاب التبصرة والتذكرة للعراقي و كتاب نكت على ابن صلاح للزركشي وكتاب ألفية الحديث للسيوطي و غيرها من الكتب والمراجع في علم الحديث توفي سنة 643ه رحمه الله
ملاحظة: طبعاً إني ذكرت بما اشتهر العالم بين عموم العلماء لان جميع العلماء برعوا في معظم العلوم الشرعية فالشافعي مثلاً كان حُجة في اللغة العربية
ملاحظة: في فقه يقسم الفقيه (المفتي) إلى مستويات بشكل عام
وهي المجتهد المطلق والمجتهد المقيد و الفقيه الغير مجتهد
فالمجتهد المطلق كالإمام الشافعي والمجتهد المقيد أي الذي قيد بمنهج مذهبه كالإمام النووي فمذهبه شافعي أما الفقيه الغير مجتهد هو الذي يفتي بما قاله الفقهاء المجتهدون وهذه القاعدة ليست دائمة فقد يختلف الفقيه المجتهد المقيد مع مذهب الذي سار في دربه في بعض الأحكام
الآن ننتقل إلى تعريف الحديث الضعيف:وهو تعريف ابن صلاح
(هو كل حديث لم تجتمع به صفات الصحيح ولا صفات الحسن فهو ضعيف) كتاب نكت على ابن صلاح للزركشي 389ص
وله أنواع متفق عليها عند جمهور المحدثين وهي:
المقطوع والمنقطع و المرسل والمعضل والمعلق والمدلس والشاذ والمنكر والمدرج والمعلل و المضطرب و المقلوب والموضوع
وما يهمنا شرحه من الأنواع نوعين اثنين هما:
الحديث المرسل: هو أن يترك التابعي الواسطة بينه وبين النبي فيقول (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..........الخ) مباشرة دون ذكر الصحابي او التابعي الذي سمع الحديث منه
الحديث الموضوع(المكذوب): (هو شر الأحاديث الضعيفة) بحسب تعريف ابن صلاح قال الزركشي معقباً (الحديث الموضوع ليس بحديث اصلاً فلا يصح ذكره مع أصناف الضعيف)
وقد اجمع العلماء على حرمة رواية الموضوع ورواية المطروح إلا لتعريف عنه وقد عمل المُحَدِثون على فصل الموضوع عن الضعيف في تخريجات الأحاديث للانتباه منه
ندخل بقضية الأساسية وهي ما حكم الأخذ بالأحاديث الضعيفة؟
ولعل بعضكم يسأل ما فائدة تمهيد الذي مهدته في هذه المسألة؟
السبب هو أن هناك من المسلمين هداهم الله من يحذر بالأخذ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ويقول هي مصدر البدع والخرافات ثم يسقط الأحاديث الواردة في صحيح مسلم في باب (النهي عن رواية عن الضعفاء) ويسرد الأحاديث التي جاءت في الباب فمثلاً يذكر حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا انتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم أن يضلونكم ولا يفتنونكم)رواه مسلم ثم يقول هو هذا رأي الجمهور!!!
ما معنى هذا الكلام إخوتي معناه أن الحديث الضعيف والموضوع يحرم الأخذ به لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يؤدي إلى أن الذي يأخذ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وهو عالماً بها كأدلة تخرجه عن منهج أهل السنة والجماعة لماذا؟
لأن السنة الشريفة أصبحت مشوهة ومنحرفة عنده وبالتالي تصبح أدلته الذي يستشهد بها لا قيمة لها , وان كان صاحب مذهب فهذا يعني خروج مذهبه عن أهل السنة والجماعة لأن السنة مصدر من مصادر التشريع المجمع عليها كما شرحنا سابقاً في علم الأصول فيصبح شأن مذهبه شان الملل والنحل الذين يستشهدون بالأحاديث الموضوعة هذا من جانب ومن جانب آخر يطعن العالم في ورعه ويصبح لا قيمة لرأيه عند علماء أهل السنة والجماعة وعند العامة أيضا فالعلم والورع شرطين أساسيين في العالم الذي يعتد برأيه فهذا خطأ فادح يرتكبه الكثير من المسلمين الغير متعمقين في الشريعة في سرد الضعيف والموضوع في مرتبة واحدة ولا يفرقوا بينهما لكن العلماء كانوا منتبهين لذلك خشية وقوع العامة في هذا الخلط فكانوا يميزون الضعيف عن الموضوع في كتبهم فمنهم من وضع الصحيح والحسن والضعيف كما في السنن الأربعة ومنهم من ألف كتب أخرى للأحاديث الموضوعة(المكذوبة) كل على حدة ومن الكتب التي ألفت على أحاديث الموضوعة: مثل: كتاب الموضوعات لأبن الجوزي وكتاب الفوائد الموضوعة للعلامة الشيخ مرعي المقدسي وغيرها
فحذار يا أخوتي بالتهاون أو التساهل في هذه الأمور حتى لا تفتح أبواب الفرقة والفتنة بين اهل السنة والجماعة ,أما بالنسبة إلى ما ذكره الإمام مسلم في صحيحه في باب النهي عن رواية عن الضعفاء فبدون شك المقصود بالضعفاء هم الكاذبون الواضعون والدليل على ذلك إن الذين شرحوا الصحيح وهم الإمام النووي والإمام السيوطي لم يذكروا في مؤلفاتهم إن المقصود هو الضعيف من الحديث بل إن أكثر العلماء تشدداً في عدم الأخذ بالحديث الضعيف لم يسقط الأحاديث في باب صحيح مسلم على الأحاديث الضعيفة خشية وقوع من يأخذ بها في دائرة التحريم
لننتقل الآن إلى السؤال التالي هل يجوز الآخذ بالأحاديث الضعيفة
انقسم العلماء الى قسمين
الاول: قال لا يجوز مطلقاً الأخذ بالحديث الضعيف وهم
ابن عربي المالكي بقوله (الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً )كتاب النكت على ابن صلاح ص316
العلامة الالباني كتاب علوم الحديث للألباني ص34
الثاني: قالوا بالجواز وهو قول جمهور الفقهاء وجمهور المحدثين والأدلة على ذلك إما قولية أو فعلية
اما الأدلة القولية فهي
1- أصحاب المذاهب الأربعة اخذوا بالحديث المرسل كما ذكر والدليل على هذا (أما مرسل غير الصحابي فقد اختلف فيه العلماء على مذاهب الأربعة: فمذهب الجمهور ومنهم ابوحنيفة ومالك واحمد: انه تقبل المراسيل مطلقاً)كتاب اصول الفقه وهبة الزحيلي ص474
(وذهب جماعة منهم ابو حنيفة وجمهور المعتزلة واختاره الآمدي الى قبوله وقيام الحجة به)ارشاد الفحول للشوكاني
لكن الإمام الشافعي تشدد بأخذ الحديث المرسل ووضع شروط لأخذه ولا تنسوا أخوتي أن الحديث المرسل هو نوع من أنواع الحديث الضعيف
ثم بقول الإمام النووي في مقدمة كتابه الأذكار(قال العلماء من المحدثين و الفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاَ,..........الخ)
وقاله الإمام ابن صلاح في قبول الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وغيرها(يجور عند أهل الحديث وغيرهم التساهل ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة........)كتاب علوم الحديث وشرحه التقييد والإيضاح ص113
وشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني الذي يلقب (أمير المؤمنين في الحديث) أجاز القبول بالحديث الضعيف ووضع شروط عامة في قبول الحديث الضعيف وهي:
1- متفق عليه-(أي الشرط الأول)- أن يكون الضعف غير شديد ؛ فيخرج من انفرد من الكذابين , والمتهمين بالكذب, ومن فحش غلطه .
2- أن يكون مندرجا تحت أصل عام ؛ فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلا .
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته ؛ لئلا ينسب إلى النبى-صلى الله عليه وسلم- مالم يقله كتاب القول البديع للإمام السخاوي
ثم قال الإمام السخاوي عن الحافظ ابن حجر الشرط الأول نقل العلائي الاتفاق عليه أما الشرطان الأخيران نقل عن ابن سلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد (يعني عدم الاتفاق عليهما)
أما الأدلة الفعلية: فهي تتجسد في مؤلفات العلماء كالبخاري في كتابه الأدب المفرد وذكر فيه الضيعف و الحسن و الصحيح وابن قيم الجوزية في كتابه آحاد الأرواح والإمام الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقهة ولا ننسى السنن الأربعة وهي للترمذي وأبي داوود وابن ماجه والنسائي وغيرها ذكروا الحديث الضعيف وهم يعلمون به
لكن جمهور الفقهاء والمحدثين الذين اخذوا بالحديث الضعيف انقسموا إلى قسمين في قبوله
القسم الأول: قالوا بأخذ الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وغيرها بشروط دون أخذه في الأحكام الشرعية وغيرها (وهو رأي الجمهور)
وقال به ابن صلاح ثم قال بشرطه عند ذكر الحديث الضعيف بصيغة التمريض إن لم يذكر السند بقوله (إذا أردت أن تذكر الحديث الضعيف بغير إسناد فلا تقل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا..وإنما تقول فيه (روى) عن رسول الله ...او (بلغنا)....) كتاب علوم الحديث الشريف وشرحه التقييد ولإيضاح ص113
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله معقباً على من يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وفي غيرها(وإنما مرادهم بذلك: أن يكون العمل مم قد ثبت انه مم يحبه الله أو مم يكرهه الله بنص أو إجماع كتلاوة القرآن أو التسبيح والدعاء والصدقة و العتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك فإذا روى في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب والعقاب الذي وأنواعه إذا روى فيه حديث لا نعلم انه موضوع جازت روايته والعمل به)
ثم قال في شرطه لقبول للضعيف (فإذا تضمنت أحاديث الفضائل تقديراً وتحديداً مثل الصلاة في وقت معين وقراءة معينة أو على صفة معينة لم يجز ذلك لان استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي بخلاف ما لو روي فيه من داخل السوق فقال : لا الله إله إلا الله كان له كذاو كذا فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين كما جاء في الحديث المعروف (ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس)) مجموعة الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية جزء18 الحديث ص ٤١
وأيضا ذكر الإمام الشاطبي العمل بالضعيف في فضائل الأعمال وقسم الضعيف في أخذه الى ثلاث أقسام كتاب الاعتصام للشاطبي ص20
ومن العلماء قالوا نحو ذلك في قبول الضعيف بشرطين أن يقويه حديث صحيح وان لا يكون فيه ضعف شديد ورأى ذالك الإمام احمد بن حنبل والإمام النووي كما جاء في شرح في المهذب بحسب كتاب النكت للزركشي ص320
ومنهم من تشدد في أخذه ووضع شروط شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في أخذه فالزركشي الذي زاد في شرط وهو أن يذكر صيغة التمريض للحديث الضعيف في الأحكام الشرعية إن لم يذكر السند كان يقول (قيل عن) أو (روى) أما في فضائل الأعمال فقال الجواز عدم ذكر صيغة التمريض إن لم يذكر السند و قال الأحوط تضعيفه كتاب النكت للزركشي ص ٣٢٣
القسم الثاني : قالوا بجواز الأخذ به في الأحكام الشرعية بشروط فضلاً عن الأخذ بها في فضائل الأعمال وغيرها بشروط (وفيه خلاف)
فقد اشرنا سابقاً عند جمهور الفقهاء إنهم كانوا يأخذوا بالحديث المرسل أما بالنسبة إلى باقي أنواع الحديث الضعيف فقد اختلف العلماء في صحة اخذ المذاهب الأربعة في ذالك كمنهاج لهم فمثلاً (قال ابن القيم: وأصحاب أبي حنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى من عنده من القياس والرأي وعلى ذلك بنى مذهبه) ص229 الحطة في ذكر الصحاح الستة
وعن احمد بن حنبل(ضعيف الحديث أحب إلينا من رأي الرجال)ص226 الحطة في ذكر الصحاح الستة
واخذ العلامة ابن القيم بالضعيف باحتجاج به على القياس بشروط في الأحكام
لكن هناك من رد على ذلك بأن الحديث الضعيف هو حسن عند المتقدمين وليس كما كان عند حال المتأخرين
ولكن هناك من رد إذا كان ذلك فلماذا ذكر الضعيف في مسند احمد و مسند أبي حنيفة وهو متوافق مع المتأخرين في ضعفه
فهناك خلاف بين العلماء في ذلك ولله اعلم
*************************************
أما بقية الآراء فقد بحثت عنها ولم أجدها كابن حزم والإمام مسلم فلعل منكم إخوتي من يجدها فأرجوا أن تخبروني بها
****************************************
ملاحظة هامة جداً: في علم العقيدة كصفات الله مثلاُ لم أرى من تكلم بأخذ الحديث الضعيف فيه مما يعني عدم الجواز الأخذ به مطلقاً والله اعلم
******************************************
ملاحظة هامة: إخوتي أخواتي ارجوا أن تطرحوا أدلتكم في الحلال والحرام ومن في حكمها بهذا الأسلوب كي لا تقعوا في الإثم
فقد صدمة لبعض المقالات التي كتبت منذ ايام عن قضية الاحتفال في المولد النبوي الشريف فقد لاحظت فيها التعصب و عدم المصداقية في طرح الموضوع حتى كان بعضها يسئ إلى علماء المسلمين دون التحقق من قولهم فارجوا يا أخوتي أن تطرحوا اعتقاداتكم بالأدلة الصحيحة والتسلسل المنطقي من اجل أن لا تحدث فتنة بين المسلمين وجزاكم الله خيراً
*************************************************
وفي الختام ارجوا أن أكون قد وفقت في بيان هذه المسألة وأبعادها كما ينبغي حيث حرصت أن آخذ العلم من منبعه فهو الحل الوحيد إلى الوصول للعلم الصحيح وسد الفتن بين المسلمين وجزاكم الله خيراً لأنكم كنتم سبباً في استغراقي الساعات الطوال في استخراج الأدلة وأرجوا من العلي القدير أن يؤجرني في ذلك الرضا عني
إخوتي هذه المواقع المهمة جداً التي سوف تحملوا منها الكتب والمراجع التي استشهدت بها وأيضا فيها كتب ومراجع أخرى تفيدكم بالموضوع وتفيدكم في بقية علوم الشريعة فسارعوا إلى التحقيق والعلم وسارعوا إلى نشر هذه المواقع فلكم الأجر والثواب إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقال تعالى(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً)
أما بالنسبة لي تقوى الله تكون بان اطرح هذا الموضوع كما ينبغي والطريق إلى ذلك هو نقل العلم بأمانة من مصادره الموثوقة مرفقاً ذلك بالأدلة و البراهين بإسلوب علمي ومنطقي مع كل خطوة من خطوات البحث
وان اطرح القضية بكل احتمالاتها كإخبار عن من تكلم في القضية من العلماء أهل السنة والجماعة وليس كفتوى شخصية مني راجياً من الله أن يعفوا عني إن أخطأت وان يكرمني بالحسنة إن أصبت وان اتقي الله بان اصفي نيتي لله وحده وان لا اقصد مغنماً دنيوياً وان امحوا من قلبي إن وجدت مشاحنة أو بغضاء أو كبر أو عجب أو تعصب
أما بالنسبة إليكم اخوتي فاتقوا الله فيما كتبت والسبيل إلى ذلك هو
أولاٌ: اتقوا الله بأن لا تصدقوني ولا تكذبوني فيما أقول أو اكتب
ثانياً: اتقوا الله بأن تراجعوا مصادر المعلومات والأدلة التي سوف اكتبها وتتأكدوا منها
ثالثاً: اتقوا الله بأن إذا وجدتم خطأ في أدلتي أو رأيتم أدلة غيرها أن تردوا عليَ
بالصحيح وأن تنصحوني لله وحده
بهذه الأسس فقط سوف نصل إلى نتيجة ونصل إلى مرضاة الله في هذا الأمر واعلموا أننا محاسبون عن هذه الأمانة وهي العلم فاتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإني سوف اذكر بنهاية البحث المواقع التي سوف تأخذوا منها الكتب التي استشهدت بها
نبدأ بإذن الله وخير ما نبدأ بأن نصلي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأن ندعوا الله بان يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يفقهنا في دينه وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعل لنا نوراً يوم القيامة وأن يحشرنا مع الأنبياء والصالحين وان يدخلنا الجنة بغير حساب آمين يا رب العالمين.
سوف أسرد خطة الشرح بترتيب وفق أقسام ثلاث مع الأخذ بالحسبان التبسيط و الاختصار فيه قدر المستطاع وقد تعمدت أن لا اذكر رأيي الشخصي في هذا الشأن إلا للشرح أو توضيح فأنا مجرد سارد لا أكثر ولا اقل
القسم الأول: سوف نعرف بعضاً من المفاهيم والقواعد
القسم الثاني: سوف نشرح علاقة المُحَدِث مع الفقيه ونسرد بعض من أعلام أهل السنة والجماعة وبما اشتهروا عند أهل العلم.
القسم الثالث: سوف نشرح أقسام الحديث ثم ندخل في قضية الأخذ في الأحاديث الضعيفة
لابد إخوتي من شرح مفاهيم لأنها ضرورية في فهم ما سوف نقوله فيما بعد وهي (علم أصول الفقه) و(علم الحديث) والعلاقة بين الأصولي من جهة والفقيه والمُحَدثً من جهة أخرى
علم أصول فقه (هو إدراك القواعد التي يتوصل بها إلى الاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية عن أدلتها التفصيلية) كتاب إرشاد الفحول في تحقيق الحق ص59
مثال: القران الكريم قاعدة من قواعد التشريع يعتمد عليه في استنباط أي استخراج حكم الصلاة في الإسلام مثلاً
الأصوليهو العارف في قواعد الاستنباط , الواقف على طرق الاستدلال)ص502 كتاب أصول الفقه الإسلامي د.وهبة الزحيلي
الفقه: في اللغة يعني الفهم
أما الفقه في الشريعة تعريف الإمام الشافعي رضي الله عنه لأنه الأشهر والأضبط عند علماء الأصول وهو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية) كتاب أصول الفقه الإسلامي د.وهبة الزحيلي ص19
ولمزيد من شرح فيما يدرس الأصولي
(الأصولي يبحث عن الأدلة الكلية أما الأدلة التفصيلية فهي موضوع بحث الفقيه وحينئذ فتكون أصول الفقه هي أدلة الفقيه الكلية) كتاب أصول الفقه الإسلامي
أما بالنسبة لتعريف علم الحديث لا بد أن نعرف الحديث الشريف
الحديث اصطلاحاً: (هو ما أضيف إلى النبي صلى لله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.)كتاب تيسير مصطلح الحديث ص16
أما علم الحديث أو((علم المصطلح)) فهو)علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول و الرد) كتاب تيسير مصطلح الحديث ص15
وعلى هذا يكون المُحَدِث على علم بأصول وقواعد علم الحديث لكي يعلم أحوال السند والمتن من حيث القبول و الرد
ماذا نستفيد من هذه المفاهيم أخوتي نستفيد أن الفقيه أو المُحَدِث الذي يريد أن يجتهد عليه أن يلم بأصول علم الفقه أو الحديث بالكليات و الجزئيات وهذا يعتبر شرط يجب أن يتوفر في الفقيه المجتهد والمُحَدث
والعلاقة بين المُحَدث و الفقيه علاقة وثيقة في الأحكام الشرعية
فالمُحَدث كالصيدلاني والفقيه كالطبيب والحديث الشريف كالدواء
الآن من هو الذي يؤخذ برأيه في علوم الشريعة؟
(وأما الفقيه الحافظ للفروع كشروط الصلاة و البيع وأحكام الحيض والنفاس مثلاً فلا أرى حاجة في إدخاله في الإجماع إذا لم يتوفر لديه أهلية الاستنباط ومعرفته بجزيئات الأحكام لا قيمة لها في باب الاجتهاد ...................كما قال الغزالي)كتاب أصول الفقه د.وهبة الزحيلي ص٥٠٢
وهنا قاعدة يمكن أن نستنتجها وهي إذا كانت مسألة فقهية مثلاً في الحلال والحرام وكان هناك رأيين للفقيه المجتهد والمُحَدِث متعارضين يؤخذ برأي الفقيه المجتهد والعكس صحيح إذا كانت المسألة متعلقة بمسالة في علوم الحديث أو غيرها
وقبل أن نغلق ملف علم الأصول لابد أن نعرج فيه على مصادر الأحكام الشرعية وهذه تعتبر فقرة أساسية في علم أصول الفقه فهي الأدلة الشرعية التي تستنبط منها الأحكام الشرعية حيث هناك مصادر متفق عليها بين جمهور الفقهاء وهي مرتبة باتفاقهم وهي:
القرآن ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس
ومصادر غير متفق عليها كالاستحسان و الاستصلاح و الاستصحاب والعرف والذرائع وغيرها
من يريد أن يتزود بمعلومات مفصلة عن كل منها تجدوها في كتاب أصول الفقه د.وهبة الزحيلي ص417 أو في كتاب إرشاد الفحول للشوكاني
نشرح ما يتعلق بموضوعنا وهو مصدر السنة الشريفة
السنة: (هي كل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول او فعل أو تقرير)كتاب أصول الفقه .وهبة الزحيلي ص450
ولها أشكال ثلاث 1- السنة القولية 2-السنة التقريرية 3-السنة الفعلية
فالحديث الشريف يعتبر مصدر أساس في مصادر التشريع لأنه ينقل السنة الشريفة ويعتبر من الأدلة الكلية.
وقد قسم جمهور المُحَدثين الحديث إلى ثلاث أقسام وهي الصحيح و الحسن والضعيف وكان أول من قسمه بهذا الشكل هو الإمام الترمذي رحمه الله أما إذا نُظر إلى أوصاف الرواة في السند فقيل ثقة عدل ضابط أو غير ثقة أو غير ضابط أو مجهول أو كذاب..الخ ومن اجل ذالك نشأ علم الجرح والتعديل الذي يبحث في عدالة الراوي وضبطه فالجرح الطعن فيهما أو أحدهما والتعديل بضد ذلك أي بتوافرهما فعلم الجرح والتعديل احد علوم نقد السنة النبوية الشريفة له قواعده وضوابطه وفقهه
واشترط المحدثون لقبول رواية الراوي شرطين احدهما ان يكون عدلاً والثاني أن يكون ضابطاً وهكذا كل محدث وضع قواعده وشروطه لقبول هذين الشرطين لتخريج الأحاديث, وقد قَسم بعض علماء الحديث مخرجي الأحاديث في قبول الرواية عن الراوي إلى متشددين كالبخاري ومسلم و متساهيلن كالترمذي و أبو داوود ومنهم من يتشدد ويتساهل كأحمد بن حنبل وغيرهم وبالتالي الصحيح له مراتب وهي:
1- ما اتفق عليه البخاري ومسلم
2- ثم ما انفرد به البخاري
3- ثم ما انفرد به مسلم
٤- ثم ما كان على شروطهما ولم يخرجاه
5- ثم ما كان على شرط بخاري ولم يخرجه
6- ثم ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه
٧- ثم ما صح عند غيرهما من الائمة مما لم يكن على شرطهما
من يريد أن يتبحر في علم الجرح والتعديل هناك كتاب الجرح والتعديل ابراهيم بن عبد اللاحم وكتاب الجرح والتعديل بين المتشددين والمتساهلين لمحمد طاهرالجوابي
ملاحظة: عندما يقال كتب الصحاح وهي كتب صحيح البخاري ومسلم والسنن الأربعة(الترمذي وابي داوود ابن ماجة و النسائي) والموطأ الامام مالك ومسند احمد هذا تعبير مجازي يقصد به ما ثبت من صحيح في هذه الكتب أما واقع الكتب ليس كذلك لأن أصحاب الكتب ذكروا فيه الصحيح و الحسن والضعيف ومنهم من صرح بها كالإمام الترمذي ومنهم لم يصرح بها بينما الصحيحين عند مسلم والبخاري لم يذكرا إلا الصحيح في كتابهما الصحيحين
ملاحظة هامة: بسبب ما تقدم من شرح من علم الجرح والتعديل أدى إلى تصحيحات في السنن الأربعة وغيرها بعضها متفق على تصحيحها وبعضها مختلف على تصحيحها حتى يومنا هذا فقد نشاهد الصحيح قد يضعف أو العكس في كتب التصحيح وقد نشاهد بعض التضارب في كتب التصحيح فمثلا العلامة الألباني ضعف في بعض أحاديث الصحيح البخاري بخلاف كتب التصحيح الأخرى.
ملاحظة هامة جداً: هناك أحاديث موضوعة سقطت سهواُ أو خطاً في كتب السنن الأربعة ومسند احمد والموطأ وغيرها فعلينا الانتباه والحذر منها لأنه يحرم نشرها إلا للتعريف عنها كما قال جمهور العلماء وإن كانت الأحاديث الموضوعة المتفق عليها في سنن الأربعة ومسند احمد والموطأ نادرة جداً فهي في مسند احمد ثلاث او أربعة أحاديث على قول ابن حجر العسقلاني.
الآن بعد أن أسسنا بعض القواعد ندخل في قضية الأخذ بالأحاديث الضعيفة ولكن قبل ذلك رأيت أن أذكر بعضاً من أعلام الفقهاء والمحدثين من أهل السنة والجماعة الذين اشتهروا بالعلم والورع عند أهل العلم
الإمام البخاري(مُحَدث) ,الإمام مسلم(مُحَدث), الإمام الشافعي(مجتهد و مُحَدث) الإمام احمد بن حنبل(مجتهد و مُحَدث), الإمام مالك(مجتهد و مُحَدث)
الإمام أبي حنيفة(مجتهد و مُحَدث), الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية(مجتهد واشتهر بعلم العقائد), الإمام العراقي(مُحَدث), شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني(مُحَدث)
شيخ الإسلام الإمام النووي(مجتهد و مُحَدث),الامام الشاطبي(مجتهد),الإمام الخطيب البغدادي(مُحَدث), الإمام السيوطي(مجتهد- مُحَدث), الامام الذهبي(مُحَدث), العلامة الالباني(مُحَدث)
الإمام ابن صلاح(مُحَدث): لعل كثير منكم إخوتي لا يعلم هذا العالم الجليل لذلك وجدت أن أعطي نبذة عن سيرة هذا الإمام لأهميته هو أبو عمرو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشرخاني المحدث الحجة الفقيه الأصولي الشافعي ولد سنة 588ه في شرخان قرية في اربيل شمالي العراق رحل الشيخ إلى البلاد الإسلامية لطلب العلم كما هي سنة علماء الأمة خصوصاً علماء الحديث فقد رحل إلى بغداد ثم إلى بلاد خراسان ثم إلى بلاد الشام و استقر في دمشق وهناك بزغ نجمه وظهر للعيان فضله فأكب على نشر العلم وكتابة التصانيف النافعة في مختلف العلوم وألقيت إليه الرئاسة العلمية مقاليدها فكان إماماً في الفقه والأصول وصار مفتي المسلمين وشيخ الإسلام كما تفوق في التفسير وسائر العلوم وكان في الحديث واحد زمانه وفذ أقرانه فأخذ عنه المحدثون والحفاظ ورحلوا عنه وكان ورعاً زاهداً في الدنيا و حطامها وكان كثير العناية بمظهره وأناقة ملبسه تجملاً وتكريماً للعلم قال عنه الإمام الذهبي(الإمام المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو) ومن كتبه طبقات الفقهاء الشافعية والأمالي أدب المفتي والمستفتي والفتاوي وكتابه الشهير علوم الحديث وهذا الكتاب يعتبر كتاب القدوة في علم الحديث حيث طارت شهرة كتاب ابن صلاح واثنى على الكتاب الإمام العراقي و إمام ابن حجر العسقلاني والإمام الذهبي ومن الكتب التي اعتمدت على هذا الكتاب الإرشاد للإمام النووي وكتاب اختصار علوم الحديث للحافظ إسماعيل وكتاب محاسن الاصطلاح للبلقيني وكتاب مختصر للشيخ علاء الدين المارديني وكتاب التبصرة والتذكرة للعراقي و كتاب نكت على ابن صلاح للزركشي وكتاب ألفية الحديث للسيوطي و غيرها من الكتب والمراجع في علم الحديث توفي سنة 643ه رحمه الله
ملاحظة: طبعاً إني ذكرت بما اشتهر العالم بين عموم العلماء لان جميع العلماء برعوا في معظم العلوم الشرعية فالشافعي مثلاً كان حُجة في اللغة العربية
ملاحظة: في فقه يقسم الفقيه (المفتي) إلى مستويات بشكل عام
وهي المجتهد المطلق والمجتهد المقيد و الفقيه الغير مجتهد
فالمجتهد المطلق كالإمام الشافعي والمجتهد المقيد أي الذي قيد بمنهج مذهبه كالإمام النووي فمذهبه شافعي أما الفقيه الغير مجتهد هو الذي يفتي بما قاله الفقهاء المجتهدون وهذه القاعدة ليست دائمة فقد يختلف الفقيه المجتهد المقيد مع مذهب الذي سار في دربه في بعض الأحكام
الآن ننتقل إلى تعريف الحديث الضعيف:وهو تعريف ابن صلاح
(هو كل حديث لم تجتمع به صفات الصحيح ولا صفات الحسن فهو ضعيف) كتاب نكت على ابن صلاح للزركشي 389ص
وله أنواع متفق عليها عند جمهور المحدثين وهي:
المقطوع والمنقطع و المرسل والمعضل والمعلق والمدلس والشاذ والمنكر والمدرج والمعلل و المضطرب و المقلوب والموضوع
وما يهمنا شرحه من الأنواع نوعين اثنين هما:
الحديث المرسل: هو أن يترك التابعي الواسطة بينه وبين النبي فيقول (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..........الخ) مباشرة دون ذكر الصحابي او التابعي الذي سمع الحديث منه
الحديث الموضوع(المكذوب): (هو شر الأحاديث الضعيفة) بحسب تعريف ابن صلاح قال الزركشي معقباً (الحديث الموضوع ليس بحديث اصلاً فلا يصح ذكره مع أصناف الضعيف)
وقد اجمع العلماء على حرمة رواية الموضوع ورواية المطروح إلا لتعريف عنه وقد عمل المُحَدِثون على فصل الموضوع عن الضعيف في تخريجات الأحاديث للانتباه منه
ندخل بقضية الأساسية وهي ما حكم الأخذ بالأحاديث الضعيفة؟
ولعل بعضكم يسأل ما فائدة تمهيد الذي مهدته في هذه المسألة؟
السبب هو أن هناك من المسلمين هداهم الله من يحذر بالأخذ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ويقول هي مصدر البدع والخرافات ثم يسقط الأحاديث الواردة في صحيح مسلم في باب (النهي عن رواية عن الضعفاء) ويسرد الأحاديث التي جاءت في الباب فمثلاً يذكر حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا انتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم أن يضلونكم ولا يفتنونكم)رواه مسلم ثم يقول هو هذا رأي الجمهور!!!
ما معنى هذا الكلام إخوتي معناه أن الحديث الضعيف والموضوع يحرم الأخذ به لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يؤدي إلى أن الذي يأخذ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وهو عالماً بها كأدلة تخرجه عن منهج أهل السنة والجماعة لماذا؟
لأن السنة الشريفة أصبحت مشوهة ومنحرفة عنده وبالتالي تصبح أدلته الذي يستشهد بها لا قيمة لها , وان كان صاحب مذهب فهذا يعني خروج مذهبه عن أهل السنة والجماعة لأن السنة مصدر من مصادر التشريع المجمع عليها كما شرحنا سابقاً في علم الأصول فيصبح شأن مذهبه شان الملل والنحل الذين يستشهدون بالأحاديث الموضوعة هذا من جانب ومن جانب آخر يطعن العالم في ورعه ويصبح لا قيمة لرأيه عند علماء أهل السنة والجماعة وعند العامة أيضا فالعلم والورع شرطين أساسيين في العالم الذي يعتد برأيه فهذا خطأ فادح يرتكبه الكثير من المسلمين الغير متعمقين في الشريعة في سرد الضعيف والموضوع في مرتبة واحدة ولا يفرقوا بينهما لكن العلماء كانوا منتبهين لذلك خشية وقوع العامة في هذا الخلط فكانوا يميزون الضعيف عن الموضوع في كتبهم فمنهم من وضع الصحيح والحسن والضعيف كما في السنن الأربعة ومنهم من ألف كتب أخرى للأحاديث الموضوعة(المكذوبة) كل على حدة ومن الكتب التي ألفت على أحاديث الموضوعة: مثل: كتاب الموضوعات لأبن الجوزي وكتاب الفوائد الموضوعة للعلامة الشيخ مرعي المقدسي وغيرها
فحذار يا أخوتي بالتهاون أو التساهل في هذه الأمور حتى لا تفتح أبواب الفرقة والفتنة بين اهل السنة والجماعة ,أما بالنسبة إلى ما ذكره الإمام مسلم في صحيحه في باب النهي عن رواية عن الضعفاء فبدون شك المقصود بالضعفاء هم الكاذبون الواضعون والدليل على ذلك إن الذين شرحوا الصحيح وهم الإمام النووي والإمام السيوطي لم يذكروا في مؤلفاتهم إن المقصود هو الضعيف من الحديث بل إن أكثر العلماء تشدداً في عدم الأخذ بالحديث الضعيف لم يسقط الأحاديث في باب صحيح مسلم على الأحاديث الضعيفة خشية وقوع من يأخذ بها في دائرة التحريم
لننتقل الآن إلى السؤال التالي هل يجوز الآخذ بالأحاديث الضعيفة
انقسم العلماء الى قسمين
الاول: قال لا يجوز مطلقاً الأخذ بالحديث الضعيف وهم
ابن عربي المالكي بقوله (الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً )كتاب النكت على ابن صلاح ص316
العلامة الالباني كتاب علوم الحديث للألباني ص34
الثاني: قالوا بالجواز وهو قول جمهور الفقهاء وجمهور المحدثين والأدلة على ذلك إما قولية أو فعلية
اما الأدلة القولية فهي
1- أصحاب المذاهب الأربعة اخذوا بالحديث المرسل كما ذكر والدليل على هذا (أما مرسل غير الصحابي فقد اختلف فيه العلماء على مذاهب الأربعة: فمذهب الجمهور ومنهم ابوحنيفة ومالك واحمد: انه تقبل المراسيل مطلقاً)كتاب اصول الفقه وهبة الزحيلي ص474
(وذهب جماعة منهم ابو حنيفة وجمهور المعتزلة واختاره الآمدي الى قبوله وقيام الحجة به)ارشاد الفحول للشوكاني
لكن الإمام الشافعي تشدد بأخذ الحديث المرسل ووضع شروط لأخذه ولا تنسوا أخوتي أن الحديث المرسل هو نوع من أنواع الحديث الضعيف
ثم بقول الإمام النووي في مقدمة كتابه الأذكار(قال العلماء من المحدثين و الفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاَ,..........الخ)
وقاله الإمام ابن صلاح في قبول الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وغيرها(يجور عند أهل الحديث وغيرهم التساهل ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة........)كتاب علوم الحديث وشرحه التقييد والإيضاح ص113
وشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني الذي يلقب (أمير المؤمنين في الحديث) أجاز القبول بالحديث الضعيف ووضع شروط عامة في قبول الحديث الضعيف وهي:
1- متفق عليه-(أي الشرط الأول)- أن يكون الضعف غير شديد ؛ فيخرج من انفرد من الكذابين , والمتهمين بالكذب, ومن فحش غلطه .
2- أن يكون مندرجا تحت أصل عام ؛ فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلا .
3- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته ؛ لئلا ينسب إلى النبى-صلى الله عليه وسلم- مالم يقله كتاب القول البديع للإمام السخاوي
ثم قال الإمام السخاوي عن الحافظ ابن حجر الشرط الأول نقل العلائي الاتفاق عليه أما الشرطان الأخيران نقل عن ابن سلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد (يعني عدم الاتفاق عليهما)
أما الأدلة الفعلية: فهي تتجسد في مؤلفات العلماء كالبخاري في كتابه الأدب المفرد وذكر فيه الضيعف و الحسن و الصحيح وابن قيم الجوزية في كتابه آحاد الأرواح والإمام الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقهة ولا ننسى السنن الأربعة وهي للترمذي وأبي داوود وابن ماجه والنسائي وغيرها ذكروا الحديث الضعيف وهم يعلمون به
لكن جمهور الفقهاء والمحدثين الذين اخذوا بالحديث الضعيف انقسموا إلى قسمين في قبوله
القسم الأول: قالوا بأخذ الحديث الضعيف في فضائل الأعمال وغيرها بشروط دون أخذه في الأحكام الشرعية وغيرها (وهو رأي الجمهور)
وقال به ابن صلاح ثم قال بشرطه عند ذكر الحديث الضعيف بصيغة التمريض إن لم يذكر السند بقوله (إذا أردت أن تذكر الحديث الضعيف بغير إسناد فلا تقل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا..وإنما تقول فيه (روى) عن رسول الله ...او (بلغنا)....) كتاب علوم الحديث الشريف وشرحه التقييد ولإيضاح ص113
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله معقباً على من يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال وفي غيرها(وإنما مرادهم بذلك: أن يكون العمل مم قد ثبت انه مم يحبه الله أو مم يكرهه الله بنص أو إجماع كتلاوة القرآن أو التسبيح والدعاء والصدقة و العتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك فإذا روى في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب والعقاب الذي وأنواعه إذا روى فيه حديث لا نعلم انه موضوع جازت روايته والعمل به)
ثم قال في شرطه لقبول للضعيف (فإذا تضمنت أحاديث الفضائل تقديراً وتحديداً مثل الصلاة في وقت معين وقراءة معينة أو على صفة معينة لم يجز ذلك لان استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي بخلاف ما لو روي فيه من داخل السوق فقال : لا الله إله إلا الله كان له كذاو كذا فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين كما جاء في الحديث المعروف (ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس)) مجموعة الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية جزء18 الحديث ص ٤١
وأيضا ذكر الإمام الشاطبي العمل بالضعيف في فضائل الأعمال وقسم الضعيف في أخذه الى ثلاث أقسام كتاب الاعتصام للشاطبي ص20
ومن العلماء قالوا نحو ذلك في قبول الضعيف بشرطين أن يقويه حديث صحيح وان لا يكون فيه ضعف شديد ورأى ذالك الإمام احمد بن حنبل والإمام النووي كما جاء في شرح في المهذب بحسب كتاب النكت للزركشي ص320
ومنهم من تشدد في أخذه ووضع شروط شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في أخذه فالزركشي الذي زاد في شرط وهو أن يذكر صيغة التمريض للحديث الضعيف في الأحكام الشرعية إن لم يذكر السند كان يقول (قيل عن) أو (روى) أما في فضائل الأعمال فقال الجواز عدم ذكر صيغة التمريض إن لم يذكر السند و قال الأحوط تضعيفه كتاب النكت للزركشي ص ٣٢٣
القسم الثاني : قالوا بجواز الأخذ به في الأحكام الشرعية بشروط فضلاً عن الأخذ بها في فضائل الأعمال وغيرها بشروط (وفيه خلاف)
فقد اشرنا سابقاً عند جمهور الفقهاء إنهم كانوا يأخذوا بالحديث المرسل أما بالنسبة إلى باقي أنواع الحديث الضعيف فقد اختلف العلماء في صحة اخذ المذاهب الأربعة في ذالك كمنهاج لهم فمثلاً (قال ابن القيم: وأصحاب أبي حنيفة مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة أن ضعيف الحديث أولى من عنده من القياس والرأي وعلى ذلك بنى مذهبه) ص229 الحطة في ذكر الصحاح الستة
وعن احمد بن حنبل(ضعيف الحديث أحب إلينا من رأي الرجال)ص226 الحطة في ذكر الصحاح الستة
واخذ العلامة ابن القيم بالضعيف باحتجاج به على القياس بشروط في الأحكام
لكن هناك من رد على ذلك بأن الحديث الضعيف هو حسن عند المتقدمين وليس كما كان عند حال المتأخرين
ولكن هناك من رد إذا كان ذلك فلماذا ذكر الضعيف في مسند احمد و مسند أبي حنيفة وهو متوافق مع المتأخرين في ضعفه
فهناك خلاف بين العلماء في ذلك ولله اعلم
*************************************
أما بقية الآراء فقد بحثت عنها ولم أجدها كابن حزم والإمام مسلم فلعل منكم إخوتي من يجدها فأرجوا أن تخبروني بها
****************************************
ملاحظة هامة جداً: في علم العقيدة كصفات الله مثلاُ لم أرى من تكلم بأخذ الحديث الضعيف فيه مما يعني عدم الجواز الأخذ به مطلقاً والله اعلم
******************************************
ملاحظة هامة: إخوتي أخواتي ارجوا أن تطرحوا أدلتكم في الحلال والحرام ومن في حكمها بهذا الأسلوب كي لا تقعوا في الإثم
فقد صدمة لبعض المقالات التي كتبت منذ ايام عن قضية الاحتفال في المولد النبوي الشريف فقد لاحظت فيها التعصب و عدم المصداقية في طرح الموضوع حتى كان بعضها يسئ إلى علماء المسلمين دون التحقق من قولهم فارجوا يا أخوتي أن تطرحوا اعتقاداتكم بالأدلة الصحيحة والتسلسل المنطقي من اجل أن لا تحدث فتنة بين المسلمين وجزاكم الله خيراً
*************************************************
وفي الختام ارجوا أن أكون قد وفقت في بيان هذه المسألة وأبعادها كما ينبغي حيث حرصت أن آخذ العلم من منبعه فهو الحل الوحيد إلى الوصول للعلم الصحيح وسد الفتن بين المسلمين وجزاكم الله خيراً لأنكم كنتم سبباً في استغراقي الساعات الطوال في استخراج الأدلة وأرجوا من العلي القدير أن يؤجرني في ذلك الرضا عني
إخوتي هذه المواقع المهمة جداً التي سوف تحملوا منها الكتب والمراجع التي استشهدت بها وأيضا فيها كتب ومراجع أخرى تفيدكم بالموضوع وتفيدكم في بقية علوم الشريعة فسارعوا إلى التحقيق والعلم وسارعوا إلى نشر هذه المواقع فلكم الأجر والثواب إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نـازف العنزي- المساهمات : 223
تاريخ التسجيل : 24/03/2010
قضيه مهمه
مشكوووووووووور يانازف على الابداع
النوخذه- المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
الموقع : الخفجي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى